تيبوتي
عند قدماء المصريين ، شاليشتو عند الآشوريين ،
المونوكورد عند الإغريق ، القانون عند العرب . كلها
أسماء لنفس الآلة المميّزة في تخت الموسيقى العربية .
آلة القانون صاحبة المساحات الصوتية الواسعة وصاحبة
الصوت القوي والعذب والمملوء حناناً ورنيناً.
وقد قدّستها الشعوب القديمة من الآشوريين والبابليين
وصولاً إلى الفراعنة ومن ثم العرب وقد زيّنها الناس في
العهد السومري بالأحجار الكريمة من الزمرد واللؤلؤ.
فكلمة قانون تنسب إلى كلمة قديمة سومرية هي (قانو) أي
القصب الذي يعزف به فهذه الآلة العريقة التي تواجدت في
مختلف الحضارات القديمة وإن أخذت تسميات مختلفة وأشكال
عديدة قريبة من شكلها الحالي.
أما آلة القانون الحالية فيرجع فضل استكمالها وتهذيبها
إلى الفارابي ومن ثم نقلها عرب الأندلس إلى أوروبا في
القرن 14 ميلادي .
وهي الآن من أطرب الآلات الموسيقية العربية ومن إحدى
مقومات صوتها الشجي هو انتقال اهتزاز الوتر إلى الفرس
ومن ثم إلى الرقمة (جلد السمك) التي تهتز مترجمة
اهتزازها بأصوات جميلة وعذبة فتعطينا تلك الرخامة في
الصوت والرقة والنعومة وقد اهتم السوريون بهذه الآلة
من الجانب الموسيقي والصناعي فظهرت في أواخر القرن
التاسع عشر مدرسة تقليدية للعزف على هذه الآلة وكانت
آلات القانون آنذاك خالية من ماكينة تحويل الأنغام ثم
طوّرت من خلال صنّاع مهرة أدخلوا عليها ماكينة تحويل
الأنغام . وطوّروا بعض الأجزاء من هيكلها ويعزف عليها
بإصبعي السبابة إذ يُلبَس الأصبع خاتم مع ريشتين من
قرن الجاموس فتتم عملية العزف وإصدار تلك النغمات
المحببة إلى كل صاحب ذوق في الموسيقى والطرب
البداية وفكرة تصنيع آلة القانون
|